مقالات
أخر الأخبار

الدرس الذي لم تفهمه MBC

كتب الدكتور اياد البنداوي استاذ الاعلام في جامعة الامام جعفر الصادق (ع).. في أولى المحاضرات التي يتلقاها طلبة الاعلام يتعلمون مبادئ التأثير في الجمهور عن طريق دراسته والتعرف على خلفياته الثقافية والاجتماعية وتحديد اهتماماته وميوله واتجاهاته وكيف يمكن الوصول اليه واستمالته واقناعه بفحوى الرسائل الاتصالية.

 

فلا يمكن لأي رسالة ان تكون مؤثرة وفاعلة ومقنعة لجمهور لا تعرفه ولم تبذل المؤسسة الاعلامية وسعها لمعرفته ، كما أن اي جهد اتصالي يتجاهل متبنيات الجمهور المستهدف ويقفز على حقائق الواقع واشتراطاته لا شك أنه سيمنى بالفشل الذريع.

يبدو أن هذا الدرس الأساس في مهنة الاعلام غاب تماما عن مؤسسة اعلامية كبيرة بقياس حجم الدعم والامكانات والأموال والمجالات التي تحتويها ، لكنها محدودة الأفق وضعيفة الرؤية ومجانبة لأسس المهنية و منحرفة عن جادة الصواب ، تلك هي مجموعة مركز بثّ الشرق الأوسط.الاعلامية السعودية MBC التي يمتلكها وليد ال ابراهيم .
ويتضح هذا الانحراف عن المسار المهني والحياد الاعلامي المطلوب في التقرير المثير للجدل ( ألفية الخلاص من الارهابيين) الذي بثته القناة ووصفت فيه قادة المقاومة الفلسطينية واللبنانية بالارهابيين الذين تخلص العالم من شرهم ، والذي أثار ردود فعل شعبية غاضبة في العالم العربي والاسلامي المتحمس لنصرة خيارات الشعوب المضطهدة في الصمود والمقاومة ومواجهة الاحتلال.

هل أخطأت MBC كما ادعت وقالت أنها عاقبت المخطئ ؟ أم أن التقرير كان مع سبق الاصرار والترصد ؟ وما الأهداف التي دعت قناة ترفيهية لتبني دور سياسي تمارسه اخواتها في الفكر والتوجه ( العربية – الحدث) لتبث محتوى اخباري سياسي مستفز لا يمت لمجالها العام في الترفيه بصلة.

يمكن ان نستقرأ مجموعة من الأهداف التي قد تصيب بعضها أو كلها ، فربما أراد القائمون على القناة تأكيد سياسة التطبيع مع العدو الصهيوني التي تنتهجها السعودية ، وربما كان التقرير وثيقة اضافية على التهاون والذل الذي وصل اليه الاعلام العربي المطبع ، وقد يكون تبريرا واقناعا وردا على تأنيب الضمير الذي تعيشه (بعض) الجماهير العربية في تلك الدول المطبعة وهي ترى الجوع والتشريد والدمار والقتل والابادة الجماعية في غزة ولبنان ، فربما اراد القائم بالاتصال ان يجد مبررا للصهاينة باستهداف المقاومين بأنهم ارهابيين مثيرين للعنف وكما وصفوا الثائر الأعظم الحسين بن علي بأنه قتل بسيف جده حينما خرج على خليفة المسلمين.

وربما كان التقرير ومن خلفه السياسة الاعلامية التي تنتهجها المؤسسات الاعلامية السعودية تمثيلا للجهد الدعائي الذي يروج للرواية الصهيونية عن الحرب ويتبرع ليكون الناطق باسمها والمخاطب للجمهور العربي نيابة عن ايدي كوهين وزملائه.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى