كتب نوزاد حسن.. هل سيترك ترامب خلفه مفهوما يبقى من بعده يسمى الترامبية. أعني هل سيتذكر العالم صورة ترامب بعد قرون على أنه رئيس صنع لنفسه صورة تنطبق عليه تماما.
أتوقع أن يتحول ترامب الحالي برقصته واحاديثه ومفاجآته وخياراته وتهديداته إلى مفهوم محدد يعكس اهم ما في حياة هذا الرئيس المثير للجدل. سيكون ترامب المستقبل مجرد مفهوم عام لإنسان كان يعيش ثم رحل.
لكن كيف ستقطر عقول المثقفين مفهوم الترامبية من سيرته؟ كيف سيعصر المثقفين مواقف ترامب بحيث يحصلون على مفهوم يجمد السيرة كاملة في قالب مفهوم محدد عام. الترامبية كما أحاول فهمها تعني الصدمة، اصدم الاخرين كي يغيروا من سلوكهم معك، وحين نعود إلى استطلاعات الراي في الولايات المتحدة سنجد أنها تتعامل مع تصريحات وتغريدات ترامب على اساس نسب مئوية.
وقد وجدت هذه الاستطلاعات أن 40% من كلمات ترامب تتعلق بالسياسات المالية والتجارية بين الدول، ثم تأتي موضوعات اخرى مثل الهجرة واقتصاد السوق والسياسة الداخلية والشؤون الدولية بدرجات اقل. ويبدو أن فن الصفقة تكتيك ترامبي للحصول على مكاسب مهمة.
وقد أشار ترامب إلى مصطلح فن الصفقة في مذكراته كما أشار أكثر من باحث. ما يهمنا هنا طبيعة تفكير هذا الرئيس. هو يشبه ماركس في نقطة مهمة هي: دور المال والاقتصاد في حياة البشر والدول. فقط في هذه النقطة يصبح ترامب ماركسيا، لكن في الخطوط الأخرى هو ترامب الذي يعرف كما يقال قيمة “القرش” والمال وتأثيرهما في تقدم الدول نحو وضع افضل. إذن الترامبية هي اسلوب تفكير قبل كل شيء، التفكير بم؟ بالمال وحركة الاقتصاد وتبادل السلع والحصول على المعادن. لعبة معقدة جدا تحدث في وعي ترامب.
وقد يكون اسلوب تفكير هذا الرجل غريبا لكنه يتجه بحياته نحو الترامبية كما قلت. نحو البقاء في التاريخ على انه رئيس افرغ طاقته كانسان ليعيش دراما العقل ذي المركزية المالية. وهو يرى نفسه محقا في هذا إلى ابعد الحدود.لكن ما يلفت انتباهي هو كيف يمكن ان يضع الانسان فكرة واحدة في مركز وعيه ثم يتصرف على ايقاعها. لذا فان الاقتصاد هو الوعي تماما. والوعي هو الاقتصاد. وعلى الحياة ان تخضع لهذه المعادلة.الترامبية باختصار تعني التفكير الذي لا يؤرقه شيء لانه تفكير يكتفي بالمنفعة، وهذه غاية مهمة.
