مقالات
أخر الأخبار

الرد الايراني حقق ثلاثة اهداف..ما علاقة المتصهينين العرب؟

كتب  اضحوي الصعيب.. الصواريخ الايرانية اصابت ثلاثة أهداف

الهدف الاول: دفاعات اسرائيل التي تتضمن أقوى وأحدث منظومات مقاومة في العالم. وكان نتنياهو مطمئناً الى انه يضرب ولا يُضرب متترساً وراء حصن منيع، فاخترقت تلك الصواريخ المباركة حصونه وزلزلت كيانه وأوقعته في الورطة السياسية التي دخل الحرب للخروج منها.

الهدف الثاني: الوضع السياسي الاقليمي. فليس سراً أن اغلب الحكومات في المنطقة تقف داخل المعسكر الامريكي الاسرائيلي، لكن اسهامها في الجهد العسكري يتوقف على موازين القوى كي لا تدخل نفسها في مواقع غير محسوبة. وجاء الرد الايراني رادعاً لها كي تتحول الى حمامة سلام تعمل على انهاء الحرب.

الهدف الثالث: الصهاينة العرب من الناس العاديين. فالمجتمع العربي الان مقسوم بشكل حاد الى فريقين، فريق يتمنى انتصار ايران وفريق يتمنى انتصار اسرائيل وهذا هو فريق الصهاينة العرب. الذين يتمنون انتصار ايران يعبّرون عن موقفهم دون حرج، أما المتصهينون فيواجهون وواجهوا منذ زمن بعيد حرجاً كبيراً في إظهار مشاعرهم. انهم اصحاب مقولة (المسرحية) التي صرفوا عليها كثيراً من ارواحهم وفذلكاتهم وشاء الله الا أن يبطل تخرصاتهم ويعريهم من حجتهم الوحيدة.

التخلي عن نظرية المسرحية تم بهدوء منذ اشهر ودون ان ينتبه أحد. فوصول الارهاب الى حكم سوريا أشعرهم بالحاجة الى اعلان انتصار، والتذكير بحكاية المسرحية يشوش على تلك الرغبة النفسية لأن الانتصار فوق خشبة المسرح وهمٌ على ارض الواقع. لذلك ما عادوا يذكرونها وجاهروا بدعم التحالف الذي بدأ يتكشف بين سوريا الجديدة واسرائيل.

الصهاينة العرب هم الاغلبية في مجتمعنا، وطبعاً يعانون باستمرار من العجز عن كشف دخائل نفوسهم مما أصابهم بحالة ارتكاريا نفسية. فالانسان يستطيع التظاهر بغير حقيقته الى ان يزول ظرف قاهر، ساعة او يوم او يومين، اما أن يمثّل طوال حياته فينقله الى كائن غير سوي.
وكانوا يأملون وهم يتابعون الضربة الاسرائيلية لايران ان الوقت قد حان للاحتفال دون مواربة، واحتفل خفافهم بالفعل، اما السواد الاعظم فكان يحتسي مشروب ما قبل الرقص من زجاجتين متشابهتَي المفعول.. في الاولى (نارهم تاكل حطبهم) وفي الثانية (اللهم اضرب الظالمين بالظالمين) وبينما هم يخلعون قبعات الحياد الزائف ويشدون زنار الرقص الصريح جاءت هذه الصواريخ لتدك بؤرة الابتهاج في نفوسهم وتعصف بها. فحمدوا الله انهم لم (يتوهقوا)، وعادوا سريعاً الى اغرب صورة كاريكاتيرية عرفها التاريخ.. صورة حياد الانسان ازاء معركة تدور داخل بيته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى