
أشارت دراسة أسترالية حديثة إلى أن إضافة ربع ساعة فقط من النوم ليلاً يمكن أن تكون المفتاح لتقليل خطر الوفاة المبكرة بشكل ملحوظ.
ويؤكد البروفيسور إيمانويل ستاماتاكيس، الباحث البارز في مجال النشاط البدني، أن إجراء تحسينات طفيفة ومتزامنة في ثلاثة جوانب أساسية من حياتنا يمكن أن يحدث فرقا جذريا في متوسط العمر المتوقع.
وقد توصل فريقه البحثي في جامعة سيدني إلى هذه النتائج بعد تحليل بيانات 60 ألف شخص على مدى ثماني سنوات، حيث تابعوا بعناية عادات النوم والنشاط البدني وجودة النظام الغذائي لكل مشارك.
وتكمن المفاجأة في أن تحسينات بسيطة وغير مكلفة يمكن أن تحدث تأثيرا كبيرا، فإذا كنت من الأشخاص الذين ينامون خمس ساعات ونصف فقط يوميا، ويمارسون التمارين لمدة 7.3 دقيقة، ويحصلون على 36.9 درجة في مؤشر جودة النظام الغذائي، فإن إضافة 15 دقيقة نوم، و1.6 دقيقة تمارين، ونصف حصة إضافية من الخضروات يوميا يمكن أن تخفض خطر الوفاة بنسبة 10%.
أما للذين يطمحون إلى نتائج أكثر إثارة، فإن رفع ساعات النوم 75 دقيقة إضافية، وممارسة 12.5 دقيقة من التمارين المتوسطة إلى الشديدة، وتحسين جودة النظام الغذائي بمقدار 25 نقطة، يمكن أن يخفض خطر الوفاة إلى النصف.
ويقدم الباحثون أمثلة عملية يمكن للجميع تطبيقها. فنصف حصة خضروات قد تكون مجرد قطعة بروكلي أو ملعقة طعام من السبانخ المطبوخة، بينما يمكن استبدال اللحوم المصنعة مثل اللحم المقدد والنقانق بخيارات صحية.
ويؤكد البروفيسور ستاماتاكيس أن هذه التغييرات تهدف إلى “تخفيض عتبة المشاركة” وجعل تحسين الصحة متاحا للجميع، خاصة أن 80-85% من السكان لا يمارسون التمارين المنتظمة والمنظمة، فهذه ليست حلا مثاليا للياقة البدنية، بل خطوات عملية يمكن دمجها في الحياة اليومية بشكل مستدام.
ويوضح الدكتور نيكولاس كويل من نفس الجامعة أن القوة الحقيقية تكمن في “التأثير التآزري للتغييرات الصغيرة المتزامنة”، حيث يعمل تحسين النوم والنشاط البدني والنظام الغذائي معاً لتحقيق نتائج تفوق بكثير مجموع تأثيرات كل منها على حدة