
تواصل شركات عراقية وبريطانية، أعمال تنفيذ مشروع معالجة واستثمار مصادر المياه المستدامة (غير التقليدية) في محافظة البصرة”، والذي يهدف إلى تحويل المياه غير الصالحة إلى موارد مستدامة للاستخدام البشري والزراعي والصناعي.
ويشمل المشروع معالجة مياه البزل الزراعي، ومياه الصرف الصحي، والمياه عالية الملوحة الناتجة عن ظاهرة المد والجزر، وكذلك معالجة اللسان البحري الداخل إلى شط العرب.
وأجرى السفير البريطاني الجديد في العراق عرفان صديق جولة على المشروع، رافقه مسؤولو الشركات المنفذة.
وقال السفير صديق للوكالة الرسمية وتابعته “خليك ويانة”. “أنا سعيد جدًا بزيارتي الأولى إلى البصرة كسفير بريطاني جديد، ويجب أن تكون جزءًا منها زيارة إلى هذا المشروع المهم جدًا، مشروع المياه الشامل”.
وأضاف، “الاحتياجات للمياه في البصرة هي أولوية كبيرة ومهمة جدًا، وواحدة من أسس الحياة، وكنتيجة لعدم الاستثمار خلال السنوات الماضية هناك مشاكل بيئية وعدم توفير المياه النقية والمياه الصالحة للشرب”.
وأكد أن هذا المشروع، من خلال استثمار الشركات البريطانية، سيسهم في “توفير كميات كبيرة وضخمة من المياه النقية والمؤهلة للاستعمالات البشرية والحيوانية في البصرة”، واصفًا إياه، بـ”المشروع المهم جدًا، والذي يحظى بدعم كامل من الحكومة البريطانية ونحن نفخر به”.
وأوضح أن الزيارة تُعد “أول زيارة لكنها أيضًا متكاملة من السفارة البريطانية، وهناك وجود مؤقت للقنصلية البريطانية في البصرة”، متمنيًا، “كل النجاح لهذا المشروع، وهذه المرحلة الابتدائية، التي في حال نجاحها ستؤدي إلى توقيع العقد الكامل للمشروع”.
وأشار إلى، “الاعتماد على الشراكة مع الحكومة الاتحادية وحكومة المحافظة”، معبرًا عن الأمل في أن “يتم، في حال نجاح المرحلة الابتدائية، توسيع المشروع إلى محافظات أخرى في العراق”.
وفي ما يتعلق بالخطة المستقبلية، قال صديق: “هذا المشروع له أولوية بالنسبة لنا، ولكن كنتيجة للنجاح المتوقع ستكون هناك العديد من المبادرات الأخرى”، مضيفًا، “نجاح هذه الاستثمارات ووجود الشركات البريطانية سيسهم في تحفيز شركات بريطانية أخرى على دخول السوق العراقية، لا سيما أن الوضع الأمني تحسن بشكل كبير”.
ومن جهته، قال رئيس الشركة البريطانية المنفذة، إيهاب السباهي للوكالة الرسمية وتابعته “خليك ويانة”. : إن المشروع “هو جزء من الاتفاقية الموقعة في المملكة المتحدة خلال زيارة رئيس الوزراء الأخيرة”، مضيفًا، أن المشروع “يتعلق بمعالجة مصادر المياه المستدامة وغير التقليدية”، وسيمثل “نقلة نوعية في تأمين الحاجة المائية للعراق”.
وأكد السباهي، أن المشروع “مدعوم من الحكومة البريطانية وتحت رقابة مباشرة من دولة رئيس الوزراء”، مشيرًا إلى، أن “التمويل سيتم عن طريق بنك الصادرات البريطاني بعد استيفاء المتطلبات الخاصة بالبنك كافة”.
وبيّن، أن “النقطة الأساسية هي فكرة الزيرو ويست، أي عدم وجود مياه مهدورة، إذ سيتم استخدامها في حقن الآبار النفطية وزراعة مزارع المانغروف”، إلى جانب “مزارع أسماك صناعية، مع كمية إنتاج متوقعة تبلغ 6.5 ملايين متر مكعب يومياً”، مشيرًا إلى أن التنفيذ سيتم “على مراحل تبدأ من وسط العراق إلى جنوبه”.
بدوره، قال مدير إدارة الشركة المنفذة، خالد رشاد في حديثه للوكالة الرسمية وتابعته “خليك ويانة”. إن المشروع “بدأ قبل ثلاث سنوات بدراسات حول النقاط الرئيسة التي تم تحديدها عبر مسوحات لتحديد الأماكن المناسبة التي تحتوي على مصادر مياه مستدامة لتنفيذ المشروع”.
وبيّن، أن “المعالجة ستشمل مياه الصرف الصحي في البصرة والتي تبلغ 700 ألف متر مكعب يوميًا، ومعالجة اللسان البحري الداخل إلى محافظة البصرة ليكون صالحًا للاستخدام البشري والزراعي والثروة الحيوانية”.
وفي السياق ذاته، أكد مدير دائرة المصب العام في البصرة، حيدر شنان في حديثه للوكالة الرسمية وتابعته”خليك ويانة”. أن “وزارة الموارد المائية، بالتعاون مع وزارة الإعمار والإسكان والبلديات، توفر كل التسهيلات والدعم الفني اللازم لنجاح مشروع الشركة البريطانية”، مشيرًا إلى، أن “المشروع يهدف إلى استخدام مياه البزل ومياه البحر، والتي تعتبر مصدرًا مستدامًا، وإعادة معالجتها للاستفادة منها في الاستخدامات البشرية”.
وأضاف، “كما يشمل المشروع معالجة مياه المجاري التي تصب في شط البصرة والتخلص من الملوثات البيئية الموجودة، وإعادة تدوير هذه المياه واستخدامها في الأغراض الزراعية”.