مقالات
أخر الأخبار

الشارع مرآة المدينة

كتب طالب سعدون.. شهدت بغداد والمحافظات الاخرى في السنوات الاخيرة اعمالا كثيرة في مجال البنية التحية للطرق والجسور والمجسرات يغلب عليها طابع السرعة في الانجاز فدخلت الخدمة في مدة قليلة ومتقاربة في الزمن لمبررات كثيرة من بينها حاجة البلاد لها خاصة الاعمال التي تتعلق بالطرق داخل المدن وخارجها لفك الاختناقات في الشوارع والساحات والتقاطعات وبالذات في ساعات الذروة (بداية الدوام ونهايته والمناسبات).

وانشاء مثل هذه المرافق الخدمية المهمة بمواصفات فنية عالية من حيث الجودة والامان هو ضمان اكيد لسلامتها حسب تصميمها وحماية ممتلكات الشعب وارواح ابنائه ووصول سالكيها الى مبتغاهم بيسر وسهولة بلا منغصات أو عقبات تؤثر على راحتهم وصحتهم ومزاجهم وهم يتوجهون الى اعمالهم أو عائدون الى بيوتهم، وبالتالي تنعكس على مستوى العمل العام ونسبة الانجاز ونوعيته في مؤسساتهم .

والسرعة في الانجاز يجب الا تكون على حساب المواصفات المطلوبة للعمل والعمر الافتراضي له وضمان سلامة صرف الاموال العامة في مكانها الصحيح دون قلق عليها أو خشية من فساد في الدقة أو المال أو محاباة لهذا أو ذاك من المنفذين.

قد يحصل أن تتعرض بعض الاعمال بعد مدة قصيرة من الانجاز الى تلف عرضي أو بفعل فاعل خلافا لعمرها الافتراضي، ولضمان المحافظة على الاعمال المنجزة والتأكد من صلاحيتها في الاستعمال لامد طويل يجب ان لا ينتهي واجب الجهة المنفذة بانجاز العمل وتسليمه الى الجهة المستفيدة بل يقتضي أن يكون هناك بند ثابت في العقود لتجربة العمل وسلامته ويتحمل المنفذ بموجبه مسؤولية الصيانة والاصلاح وردم الحفر في الشوارع واي خلل اخر خلال مدة يتفق عليها في العقد وفرض غرامات وعقوبات على المخالفين، ما يجعل عملهم يكون دقيقا بالمواصفات المطلوبة ونسب المواد المستخدمة وفق المعايير القياسية والجودة الفنية العالية.

الطرق والجسور والمجسرات مهمة جدا في المدن وهي من المؤسسات العامة حالها حال دوائر الماء والكهرباء والمرافق الخدمية الاخرى ولذلك يجب ان تكون تحت رقابة وحماية متواصلة وشديدة ولها ملاك خاص يتابعها ويشرف عليها للتاكد من نظافتها وسلامتها واصلاح ما يقتضي اصلاحه لضمان عدم توسعه وراحة سالك الطريق، ومحاسبة الاهالي في حالة تغيير تصاميمها، سواء بوضع مطبات امام البيوت أو رفعها خلافا لتصميمها الاساس أو ما تراه الجهات المختصة، فقد يحصل أن يضع الباعة مطبات امام بضاعتهم لتقف السيارات امامها في الشارع للشراء مما يعرضها للتخريب والحفر وتعطيل الحركة العامة.

كما يقوم اشخاص أو مؤسسات بحفر الطرق في الشوارع لايصال انابيب الماء أو اسلاك الكهرباء دون تنسيق مع الجهات المعنية ثم ردمها بالاتربة مما يعرض الشارع الى التخريب ويتحول الى برك وحفر تتجمع فيها الاتربة والمياه وينتهي بمرور الايام وبذلك تضيع هباء الاموال التي صرفت عليه.

لذلك تعيين مراقب في المحلات والشوارع شيء مهم. تكون مهمته التنقل داخل المحلة أو المدينة وشوارعها لاصلاح ما يتعرض الى خراب والايعاز الى الجهات المختصة حسب اختصاصاتها في الشارع ومراقبة المخالفات والتجاوز على الشارع والارصفة، ومستوى النظافة فيها. النظافة صنو النظام وقيمة وطنية وظاهرة حضارية تعكس مستوى البلاد، والزائر يعرف مستوى البلاد من شارعها، فمنه يعرف قوتها الاقتصادية وإنتاجها من خلال المعروض من البضائع الوطنية، ومنه يعرف مستوى تعليمها وثقافتها وصحتها ومكوناتها واسواقها، ويعرف نسبة الفقر والبطالة ودور شبابها ويعرف هيبة الدولة من درجة تطبيق القانون، وقوة النظام والالتزام فيه، ومن شرطي المرور الذي يعد (ممثل الدولة) في الشارع، وليس ذلك بالامر العسير.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى