
أعلنتْ وزارة الصناعة والمعادن، اليوم الاثنين، عن إحالة فرص استثماريَّة لإنشاء معامل جديدة ومتكاملة لإنتاج الأسمدة الفوسفاتيَّة إلى ائتلاف يضمّ شركتي “أساس الهندسيَّة” العراقيَّة و”شرق الصين”، وذلك في إطار مساعيها لتعزيز الإنتاج الوطنيِّ في قطاع الصناعات الكيمياوية.
وقالت المتحدِّث الإعلاميُّ للوزارة، ضحى الجبوري، في تصريح للصحيفة الرسمية وتابعته “خليك ويانة”، إنَّ “هيئة الرأي والدوائر المعنيَّة في الوزارة بصدد المصادقة على قرار الإحالة تمهيدًا لتوقيع العقد النهائيِّ خلال الشهر المقبل”، مشيرةً إلى أنَّ “المعامل الجديدة ستعمل بطاقة إنتاجيَّة تبلغ مليونًا ونصف المليون طنٍّ سنويًّا من الأسمدة الفوسفاتيَّة”.
وأوضحت الجبوري، أنَّ المشروع الاستثماريَّ يتضمَّن تطوير منجم خام الفوسفات في عكاشات غرب الأنبار، إذ يُشكّل هذا المنجم ركيزةً أساسيَّةً في سلسلة الإنتاج، إذ ستُنقل الخامات إلى مجمع القائم الصناعيِّ لاستخدامها كمادّة أوليَّة في تصنيع الأسمدة، مؤكدةً أنَّ جميع خطوط الإنتاج في عكاشات والقائم ستعتمد أحدث التقنيات التكنولوجيَّة. وبشأن احتياطيات الفوسفات،
كشفت الجبوري، عن أنَّ “الاحتياطيَّ المؤكّد في منجم عكاشات وحده يصل إلى (3) مليارات طنّ، في حين أنَّ المناجم الأخرى في مناطق صواب والهري تضمّ نحو (7) مليارات طنّ إضافيَّة، ليبلغ إجماليُّ الاحتياطيِّ الوطنيِّ المؤكّد نحو (10) مليارات طنّ”، عادَّةً ذلك “ثروةً إستراتيجيَّةً قابلةً للاستثمار طويل الأمد”.
وأكّدتْ، أنَّ وزير الصناعة والمعادن، خالد بتال النجم، أولى- منذ تسلّمه المنصب- الاستثمار في قطاع الفوسفات أهميَّةً خاصَّة، إذ نُظّمتْ ثلاثة مؤتمرات استثماريَّة خُصِّصتْ لهذا الغرض، وكانت مخرجاتها إحالة هذه الفرص الاستثماريَّة الكبرى، في وقت لا تزال هناك فرصتان إضافيتان قيد الدراسة من قبل الوزارة.
وبشأن أهميَّة الفوسفات، أوضحت المختصّة في الشأن الاقتصاديِّ، إكرام عبد العزيز، أنَّ الفوسفات يُمثل أحد المعادن الحيويَّة متعدّدة الاستخدامات، ويُعدّ مادّةً أساسيَّةً في العديد من الصناعات الحيويَّة والزراعيَّة.
وقالتْ عبد العزيز، إنَّ “الفوسفات يدخل في صناعة مكملات الأعلاف الحيوانيَّة، إذ يوفر الفسفور والكالسيوم اللازمين لنموّ العظام والتكاثر في الماشية”، مشيرةً إلى أنَّ “هذه المادّة تُستخدم أيضًا في الصناعات الكيميائيَّة والمنظفات الزراعيَّة، بوصفها مادّةً خامًا أساسيَّة لإنتاج حمض الفوسفوريك، الذي يدخل بدوره في تصنيع العديد من المواد الكيميائيَّة الصناعيَّة”.
وأضافتْ أنَّ الفوسفات يُؤدي دورًا مهمًّا في عمليات التعدين، من خلال المساهمة في إزالة الشوائب وتعزيز سيولة المعادن المنصهرة، ما يساعد على استخراج وتنقية المعادن مثل الحديد والصلب والألمنيوم والنحاس.
وفي الجانب البيئيِّ، أوضحتْ عبد العزيز، أنَّ “الفوسفات يُستخدم في تثبيت التربة ومنع انجرافها، من خلال تعزيز بنيتها، ما يُسهم في دعم ممارسات إدارة الأراضي، لا سيما في المناطق المعرَّضة للتآكل والانجراف”.
أما في المجال الطبيِّ، فأكّدتْ أنَّ “مركبات فوسفات الكالسيوم تُستخدم لضمان سلامة وجودة مياه الشرب والأنظمة الصناعيَّة، فضلًا عن دورها في تعزيز الصحَّة العامَّة وحماية البنية التحتيَّة”.
واختتمتْ عبد العزيز حديثها بالإشارة إلى دور الفوسفات المتصاعد في مجال الطاقة المتجدِّدة، قائلة: “يُعدّ الفوسفات موضوعًا رئيسًا في أبحاث تخزين الطاقة، إذ يمتلك إمكانياتٍ كبيرةً في هذا المجال، بينما يسعى العلماء حاليًّا إلى تطوير تقنيات لتحسين كفاءة استخراجه، وتوسيع استخدامه في إعادة تدوير الفسفور من النفايات العضويَّة ومياه الصرف الصحيِّ”.