مقالات
أخر الأخبار

فنزويلا على صفيحٍ ساخن

كتب علي الخفاجي: مرت فنزويلا وعلى مدى عقود من الزمن توتراً بالعلاقات السياسية والاقتصادية مع الولايات المتحدة، حيث يعود التوتر إلى أسباب عديدة أبرزها الخطاب المناهض للسياسات الأميركية الإمبريالية، والعقوبات الاقتصادية المشددة من جانب أميركا تجاه فنزويلا، حيث تعيش الأخيرة جراء السياسة الأميركية واحدة من أكثر مراحلها السياسية والاقتصادية والأمنية حساسية منذ عقود، حيث تعتبر فنزويلا لاعباً رئيساً ومهماً في سوق الطاقة العالمية، وإن أي حرب محتملة في حال اندلاعها سيؤثر كثيراً في الاقتصاد العالمي، وهذا ما تدركه الولايات المتحدة الأميركية، وبالتالي سترتفع أسعار النفط ويتأثر الاقتصاد العالمي.

من جانب آخر تحظى فنزويلا بدعم سياسي واقتصادي كبير من قوى كبرى، مثل روسيا والصين كونها عضو فاعل في مجموعة (بريكس) خصوصاً إذا ما علمنا أن تلك المجموعة تضم تقريباً 45 بالمئة من سكان العالم، حيث حددت أهدافها وبذات تناقش فكرة إصدار عملة خاصة بالمجموعة، وأمست الكثير من الدول تتسابق للانضمام لعضوية تلك المجموعة، لذلك بدأت الولايات المتحدة الأميركية تشعر بخطر تلك المجموعة، وما ستفعله من خلال جر البساط الاقتصادي منها، وشنت منذ حينها الحرب المعلنة على تلك المجموعة، وبدأت تشكك بنواياها إلى أن أعلن ترامب وقبل أيام وبشكل صريح الوقوف بالضد من مشروع بريكس، كما حذر الدول التي ستتعامل مع هذه المنظمة بفرض رسوم جمركية بنسبة 100 بالمئة ومنها فنزويلا.

التصعيد الذي تشنه الولايات المتحدة من خلال نشرها حاملة الطائرات جيرالد فورد، ونشر ما يقارب خمسة عشر ألفاً من الجنود على مسافة قريبة من فنزويلا، يعتبر نذيراً لما ستؤول إليه الأيام المقبلة، كما فرضت إدارة ترامب حصاراً بحرياً على سفن النفط الخاضعة للعقوبات المغادرة والعائدة إلى فنزويلا.

ما تعيشه فنزويلا اليوم من تداعيات لا يمكن فصلها عن التوازنات الدولية، حيث ما زالت الحرب الأوكرانية ـ الروسية قائمة إلى يومنا هذا، وتأثر الداخل الأوروبي بتبعات هذه الحرب من النواحي الاقتصادية والسياسية، الأمر الذي يحتم على فنزويلا تقديم ضمانات وتنازلات كي لا تدخل حرباً خاسرة قبل اندلاعها، خصوصاً إذا ما علمنا أن فنزويلا منخورة اقتصادياً من الداخل، وبالتالي ونتيجة للحرب المحتملة الوقوع فإن روسيا ستتأثر بتلك الحرب وستخسر حليفاً مهماً في أمريكا اللاتينية.

إن استمرار التصعيد السياسي والعقوبات الأميركية التي بدأت على عشرات من الشخصيات السياسية المهمة قد يدفع الأمور نحو التعقيد، ولتفادي الوقوع في المحظور، يبقى الحل الأمثل والأكثر واقعية هو فتح مسارات الحوار قبل أن تتحول الأزمة إلى صراع يدفع ثمنه المواطن الفنزويلي، ويطول أثره العالم بأسره.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى