وزير التعليم: جائزة القراءة تجسد قدرة الطلبة على تحويل المعرفة إلى وعي متقدّم

أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، نعيم العبودي، اليوم الخميس، أن تعزيز ثقافة القراءة سيظل السبيل الأنجع لترسيخ وعي يحمي أبناءنا الطلبة، فيما أشار إلى أن جائزة القراءة تجسد قدرة الطلبة على تحويل المعرفة إلى وعي متقدم.
وقال العبودي في كلمة له، خلال حفل تكريم الفائزين بجائزة التعليم العالي للقراءة في نسختها الثالثة، وتابعتها “خليك ويانة” إن “هذا الحدث ليس فعلاً ثقافياً عابراً ولا مجرد وسيلة لالتقاط شيء من المعرفة، بل نشاطٌ ديناميكي تتكامل فيه الطروحات وتنضج فيه الرؤى، وتتسع من خلاله المدارك التي تصوغ وعي الإنسان وترافق مسيرته على مدى الحياة”.
وأضاف، أن “جائزة التعليم العالي للقراءة في موسمها الثالث جاءت لتحيي جذوة الحضور العلمي، وتفتح آفاقاً أرحب للنمو الثقافي في ميادين المطالعة والتأمل”.
وأوضح، أن “تبني وزارة التعليم لهذا النوع من الفعاليات يأتي انسجاماً مع رؤيتها في تعزيز ثقافة القراءة المنهجية وغير المنهجية، وإشاعة الوعي الثقافي المنتج”.
وتابع: “كما أن إقامة مثل هذه المسابقات تمكن الطلبة من التفاعل الإيجابي مع المعرفة بصورة تتجاوز حدود التلقي إلى فضاء التحليل والنقد، من خلال القراءة غير النمطية التي نعول عليها اليوم في تحفيز القابليات الذهنية، وإرساء الفهم العميق، والبحث الجاد، ومواجهة التحديات، وصياغة الحلول والمواقف الراسخة التي تصنع الشخصية الجامعية الواعية”.
ومضى بالقول: “على الرغم من محدودية الإمكانات، فإننا نجحنا في بلورة مناخات إبداعية يتفاعل فيها الطالب، ويتجاور فيها الشغف الثقافي مع مسؤولية التعليم، حتى تتسع مساحة الوعي عبر مراجعة المتون الحضارية، ويعاد توظيف الفكر في خدمة الواقع ومواجهة المشكلات المعاصرة”.
وأشار إلى، أن “ما نحتفي به اليوم يمثل امتداداً طبيعياً لمسار الحركة الأكاديمية العراقية، التي أثبتت فيها مؤسساتنا أثراً وحضوراً في المستوعبات والتصنيفات العالمية، وحققت بصمة راسخة في ميدان الاشتغال العلمي الرصين”.
ولفت إلى، أن “القراءة الواعية ستظل محطة تأسيس جوهرية تسهم في بناء المشاريع العلمية والبحثية المستقبلية، وتمهد أمامكم طريقاً ثابتاً نحو الإبداع والتفوق، وتعزز قدرتكم على الإضافة النوعية في ميادين المعرفة”، موضحاً أن “تكريم الفائزين بجائزة التعليم العالي للقراءة في نسختها الثالثة هو في حقيقته احتفاء بوعيكم وقدرتكم على أن تجعلوا من المعرفة الأكاديمية الممزوجة بالثقافة منطلقاً نحو المستقبل، وركيزة للوعي المتقدم في مواجهة مظاهر الاستهلاك، والحد من استنزاف الجهد والوقت، وتطويق بعض الفراغات التي قد تهدد مسار أجيالنا المقبلة”.
واستدرك بالقول: إن “مثل هذه الفعاليات لا تحمل مدلول الترف الثقافي، لأنها تشكل حصناً معرفياً في مواجهة المضامين غير الإيجابية التي قد تتغلغل إلى بيئة الشباب عبر وسائل الإعلام غير المنضبطة ومنصات التواصل ذات المحتوى البعيد عن الرصانة”، لافتاً الى أن “تعزيز ثقافة القراءة سيظل السبيل الأنجع لترسيخ وعي يحمي أبناءنا، ويحصن مجتمعنا، ويعزز مكانة المعرفة في مسار التنمية الوطنية”.



